الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # بعد الفراغ من صلاة الليل لنفسه في الاعتراف بالذنب

صفحة 201 - الجزء 1

  الَّذِي اسْتَنْظَرَكَ⁣(⁣١) لِغَوَايَتِي فَأَنْظَرْتَهُ⁣(⁣٢) وَاسْتَمْهَلَكَ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ لِإِضْلاَلِي فَأَمْهَلْتَهُ، فَأَوْقَعَنِي؛ وَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ مِنْ صَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ⁣(⁣٣) وكَبَائِرِ أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ⁣(⁣٤).

  حَتَّى إذَا قَارَفْتُ⁣(⁣٥) مَعْصِيَتَكَ، وَاسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيِي سَخْطَتَكَ فَتَلَ⁣(⁣٦) عَنِّي عِذَارَ غَدْرِهِ⁣(⁣٧) وَتَلَقَّانِي⁣(⁣٨) بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ⁣(⁣٩) وَتَوَلَّى الْبَراءَةَ مِنِّي، وَأَدْبَرَ مُوَلِّياً عَنِّي، فَأَصْحَرنِي⁣(⁣١٠) لِغَضَبِكَ فَرِيداً، وَأَخْرَجَنِي إِلى فِنَاءِ نَقِمَتِكَ طَرِيداً؛ لاَ شَفِيعَ


(٣) استنظرك: طلب إمهالك حيث قال: {أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٤}.

(٤) فأنظرته: فأخرت أجله، حسب ما تقتضيه حكمة التكوين.

(٥) موبقة: مهلكة.

(٦) مردية: مسقطة في الهلاك.

(٧) قارفت: فعلت.

(٨) فتل: صرف.

(٩) عذار غدره: لجام حيلته، استعارة في الكلام، حيث حصل مراده.

(١٠) تلقّاني: استقبلني.

(١١) بكلمة كفره: لعله إشارة إلى قوله تعالى حكاية عنه - عن الشيطان -: {إِنِّي كَفَرۡتُ بِمَآ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ}.

(١) فأصحرني: فأبرزني وأظهرني.