من دعائه # بعد الفراغ من صلاة الليل لنفسه في الاعتراف بالذنب
  الَّذِي اسْتَنْظَرَكَ(١) لِغَوَايَتِي فَأَنْظَرْتَهُ(٢) وَاسْتَمْهَلَكَ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ لِإِضْلاَلِي فَأَمْهَلْتَهُ، فَأَوْقَعَنِي؛ وَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ مِنْ صَغَائِرِ ذُنُوبٍ مُوبِقَةٍ(٣) وكَبَائِرِ أَعْمَالٍ مُرْدِيَةٍ(٤).
  حَتَّى إذَا قَارَفْتُ(٥) مَعْصِيَتَكَ، وَاسْتَوْجَبْتُ بِسُوءِ سَعْيِي سَخْطَتَكَ فَتَلَ(٦) عَنِّي عِذَارَ غَدْرِهِ(٧) وَتَلَقَّانِي(٨) بِكَلِمَةِ كُفْرِهِ(٩) وَتَوَلَّى الْبَراءَةَ مِنِّي، وَأَدْبَرَ مُوَلِّياً عَنِّي، فَأَصْحَرنِي(١٠) لِغَضَبِكَ فَرِيداً، وَأَخْرَجَنِي إِلى فِنَاءِ نَقِمَتِكَ طَرِيداً؛ لاَ شَفِيعَ
(٣) استنظرك: طلب إمهالك حيث قال: {أَنظِرۡنِيٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ١٤}.
(٤) فأنظرته: فأخرت أجله، حسب ما تقتضيه حكمة التكوين.
(٥) موبقة: مهلكة.
(٦) مردية: مسقطة في الهلاك.
(٧) قارفت: فعلت.
(٨) فتل: صرف.
(٩) عذار غدره: لجام حيلته، استعارة في الكلام، حيث حصل مراده.
(١٠) تلقّاني: استقبلني.
(١١) بكلمة كفره: لعله إشارة إلى قوله تعالى حكاية عنه - عن الشيطان -: {إِنِّي كَفَرۡتُ بِمَآ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ}.
(١) فأصحرني: فأبرزني وأظهرني.