الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # إذا نظر إلى الهلال

صفحة 238 - الجزء 1

  شَأْنِكَ! جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ حَادِثٍ لأِمْرٍ حادِثٍ.

  فَأَسْأَلُ اللهَ رَبِّي وَرَبَّكَ، وَخَالِقِي وَخَالِقَكَ، وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرَكَ، وَمُصَوِّرِي وَمُصَوِّرَكَ: أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلاَلَ بَرَكَةٍ لاَ تَمْحَقُهَا⁣(⁣١) الْأَيَّامُ، وَطَهَارَةٍ لاَ تُدَنِّسُهَا الْآثَامُ؛ هِلاَلَ أَمْنٍ مِنَ الْآفَاتِ، وَسَلاَمَةٍ مِنَ السَّيِّئَاتِ، هِلاَلَ سَعْدٍ لاَ نَحْسَ فِيْهِ، وَيُمْنٍ لاَ نَكَدَ مَعَهُ، وَيُسْرٍ لاَ يُمَازِجُهُ عُسْرٌ، وَخَيْرٍ لاَ يَشُوبُهُ شَرٌّ؛ هِلاَلَ أَمْنٍ وَإِيمَانٍ، وَنِعْمَةٍ وَإِحْسَانٍ، وَسَلاَمَةٍ وَإِسْلاَمٍ.

  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَأَزْكَى مَنْ نَظَرَ إِليْهِ، وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيهِ، وَوَفِّقْنَا فِيهِ لِلتَّوْبَةِ، وَاعْصِمْنَا فِيْهِ مِنَ الْحَوْبَةِ⁣(⁣٢) وَاحْفَظْنَا فِيهِ مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ، وَأَوْزِعْنَا فِيهِ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَأَلْبِسْنَا فِيهِ جُنَنَ الْعَافِيَةِ⁣(⁣٣) وَأَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيهِ الْمِنَّةَ⁣(⁣٤).


(١) لا تمحقها: لا تنقصها.

(٢) الحوبة: الخطيئة.

(٣) ألبسنا فيه جنن العافية: ادفع فيه المضرات، وجنن: أستار.

(٤) المنة: الإحسان.