الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

سطور مضيئة من حياته

صفحة 33 - الجزء 1

  وكان يستقي الماء لطهوره بنفسه، ولا يحب أن يعينه عليه أحد، وكان إذا مشى لا تجاوز يده فخذه، ولا يخطر بيده، وكان يقول: «عجبت للمتكبر الفجور الذي كان بالأمس نطفة وهو غداً جيفة، وعجبت كل العجب لمن يشك في الله وهو يرى خلقه، وعجبت كل العجب لمن ينكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء».

  وروي أنه تكلم عليه رجل وافترى عليه، فقال له زين العابدين #: «إن كنتُ كما قلتَ فأنا أستغفر الله، وإن ألم أكن كما قلتَ فغفر الله لك»، فقام إليه الرجل فقبَّل رأسه، وقال: «جعلت فداك، لستَ كما قلتُ، فاغفر لي» فقال: «غفر الله لك»، فقال الرجل: «الله أعلم حيث يجعل رسالاته».

  وخرج يوماً من المسجد فلقيه رجل فسبه، فأسرعت إليه العبيد والموالي، فقال لهم علي بن الحسين #: «مهلاً عن الرجل»، ثم أقبل عليه وقال: «ما ستر عليك من أمرنا أكثر مما بدا لك، ألك حاجة نعينك عليها» فاستحى الرجل فألقى إليه