من دعائه # في الصلاة على أتباع الرسل ومصدقيهم
  إلَى وِفَادَتِهِ(١) وَسَابَقُوا إلَى دَعْوَتِهِ، واسْتَجَابُوا لَهُ حَيْثُ أَسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالاَتِهِ، وَفَارَقُوا الأزْوَاجَ وَالأوْلاَدَ فِي إظْهَارِ كَلِمَتِهِ، وَقَاتَلُوا الآباءَ وَالأَبنَاءَ فِي تَثْبِيتِ نُبُوَّتِهِ؛ وَانْتَصَرُوا بهِ، وَمَنْ كَانُوا مُنْطَوِينَ(٢) عَلَى مَحبَّتِهِ، يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ(٣) فِي مَوَدَّتِهِ، وَالَّذينَ هَجَرَتْهُمُ العَشَائِرُ إذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ(٤) وَانْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَرَاباتُ إذْ سَكَنُوا فِي ظِلِّ قَرَابَتِهِ، فَلاَ تَنْسَ لَهُمُ اللَّهُمَّ مَا تَرَكُوا لَكَ وَفِيكَ، وَأَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوَانِكَ، وَبِمَا حَاشَوُا الْخَلْقَ عَلَيْكَ وَكَانُوا مَعَ رَسُولِكَ دُعَاةً لَكَ إِلَيْكَ، وَاشْكُرْهُمْ عَلَى هَجْرِهِمْ فِيكَ دِيَارَ قَوْمِهِمْ، وَخُرُوجِهِمْ مِنْ سَعَةِ الْمَعَاشِ إلَى ضِيْقِهِ، وَمَنْ كَثَّرْتَ فِي إعْزَازِ دِيْنِكَ مِنْ مَظْلُومِهِمْ.
  اللَّهُمَّ وَأوْصِلْ إلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإحْسَانٍ الَّذِينَ
(١) وفادته: الوفود إليه ÷ وتصديق رسالته.
(٢) منطوين: مجتمعين.
(٣) لن تبور: لن تخسر ... كما تخسر تجارات الدنيا أحياناً.
(٤) بعروته: بدين الإسلام.