الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[موت الحسن # سنة 49 هـ]

صفحة 546 - الجزء 1

  قَالَ: الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ.

  قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، يُكَرِّرُهَا مِرَاراً، ثُمَّ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ يَا مُعَاوِيَةُ لاَ يَزِيْدُ مَوْتُهُ فِيْ عُمُرِكَ، وَلاَ سَدُّ حُفْرَتِهُ حُفْرَتَكَ، وَلَقَدْ أُصِبْنَا بِمَنْ كَانَ أَعْظَمَ مِنْهُ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷، فَكَفَى بِاللَّهِ.

  ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ.

  قَالَ: فَمَكَثَ أَيَّاماً لاَ يَصِلُ إِلَيْهِ، ثُمَّ وَصَلَ إِلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، أَتَدْرِي مَا حَدَثَ فِيْ أَهْلِ بَيْتِكَ؟

  قَالَ: وَمَا حَدَثَ فِيْ أَهْلِ بَيْتِي؟

  قَالَ: مَاتَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ؟

  قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُوْنَ، رَحِمَ اللَّهُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدَهُ، وَقَدْ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ تَعَسَّفَ وَكَرِهَ أَنْ يَتَزَيَّا بِزَيِّهِ، فَيُشْهِرَهُ أَهْلُ الشَّامِ، فَيَضُرُّبَهُ ذَلِكَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ.

  فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ قَالَ: يَا غُلاَمُ هَاتِ ثِيَابِي فَوَاللَّهِ لأَنْ جَلَسْتُ أَنَّا لِهَذَا الْمُنَافِقِ يُنْعِي إِلَيَّ أَهْلَ بَيْتِي وَاحِداً وَاحِداً إِنِّي إِذاً أَحْمَقُ.

  قَالَ: فَقَالَ: عَلَيَّ بِالْمُقَطَّعَاتِ فَلَبِسَهَا، ثُمَّ قَالَ: [عَلَيَّ] بِعِمَامَةٍ لَهُ اسْمُهَا كَوْنِيَّةٌ فَلَبِسَهَا فَكَانَ مِنْ أَجْمَلِ النَّاسِ أَمَدَّهُمْ جِسْماً وَأَحَسَنُهُمْ شَعَراً وَأَحَسَنُهُمْ وَجْهاً.