[موت الحسن # سنة 49 هـ]
  قَالَ: ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ دِمَشْقٍ فَدَخَلَ، قَالَ: فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ أَهْلُ الشَّامِ قَالُوا: مَنْ هَذَا؟ مَنْ هَذَا؟ مَا يُشْبِهُ إِلاَّ الْمَلاَئِكَةَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا! قَالُوا: هَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ، هَذَا ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷.
  فَجَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ وَتَقَوَضَ إِلَيْهِ الْخَلْقُ، قَالَ: فَمَا سُئِلَ عَنْ شَيءٍ إِلاَّ أَجَابَهُمْ بِهِ مِنْ تَفْسِيْرٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَلاَ حَلاَلٌ وَلاَ حَرَامٌ، وَلاَ وَقْعَةٍ كَانَتْ فِيْ جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ، وَلاَ شِعْرٍ كَانَ فِيْ جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ إِسْلاَمٍ إِلاَّ أَجَابَهُمْ.
  قَالَ: وَمُعَاوِيَةُ لاَ يَشْعُرُ بِشَيءٍ مِنْ هَذَا فَانْتَبَهَ، فَقَالَ لِلآذِنِ: أذَن لِمَنْ بِالْبَابِ أَوْ قَالَ: بِالْبَابِ أَحَدٌ.
  قَالَ: فَأَيْنَ النَّاسُ؟
  قَالَ: ذَهَبُوا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.
  قَالَ: هَاهْ! قَدْ فَعَلُوْهَا! نَحْنُ وَاللَّهِ أَظْلَمُ مِنْهُ وَأَقْطَعُ لِلرَّحِمِ، إِذْهَبْ يَا غُلاَمُ وَقُلْ لَهُ: أَجِبْ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ.
  قَالَ: فَأَتَاهُ الْرَّسُوْلُ.
  قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ لاَ نَقُوْمُ مِنْ عِنْدِ جَلِيْسِنَا حَتَّى يَكُوْنَ هُوَ الَّذِي يَقُوْمُ، وَلَكِنْ قَدْ تَقَارَبَتِ الصَّلاَةُ، فَإِذَا صَلَّيْنَا أَتَيْنَا أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ.
  قَالَ: فَأَتَاهُ الرَّسُوْلُ فَأَخْبَرَهُ.