المسألة الثانية
صفحة 104
- الجزء 1
  فغضبت فاطمة بنت رسول الله ÷، فهجرت ابا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول ÷ ستة اشهر، قالت عائشة: «وكانت فاطمة تسأل ابا بكر نصيبها مما ترك رسول الله ÷، من خيبر وفدك وصدقته؟»، فأبى ابو بكر عليها ذلك، وقال: لست تاركًا شيئًا كان رسول الله ÷ يعمل به إلا عملت به فإني اخشى ان تركت شيئًا من امره ان ازيغ، فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر الى علي وعباس، واما خيبر، وفدك فأمسكهما عمر، وقال: هما صدقة رسول الله ÷، كانتا لحقوقهِ التي تعروه ونوائبه وامرهما الى من ولي الأمر.
  قال: فهما على ذلك الى اليوم(١).
  فليتأمل الناظر أن لو كان علي، والعباس ® علما ذلك من رسول الله ÷، لبينا للبتول فلم تطلبه ولم تغضب على أبي بكر وتهجره حتى ماتت لاسيما وقد أخرج البخاري في
(١) صحيح البخاري: ٥٩١ /ح (٣٠٩٢ - ٣٠٩٣).