شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[أقسام الأخبار]

صفحة 98 - الجزء 1

  (وغُيِّرت السُّنن)

  غيرت أخبار رسول الله ÷ بكلام بدعة وتأويل خدعة.

  (وبُدِّلت الأحكام)

  أي رفضت الأحكام التي يشهد بصحتها العقل.

  روي أن أبا بكر كان على المنبر فسئل عن الكلالة، فقال: ما سمعت فيها شيئاً، وسأقول فيها برأيي فإن أصبت فالله وفقني، وإن أخطأت فالخطأ مني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، أراه ماخلا الوالد والولد. فلما ولي عمر قال: إني لأستحيي من الله أن أرد قضاء قضى به أبو بكر.

  وكتب كاتب عمر عند عمر بن الخطاب: هذا ما أرى الله عمر. فقال عمر: امحه، واكتب: هذا ما رأى عمر، فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن غير صواب فمن عمر.

  وهذا هو صريح الرأي وقطب يدور عليه كلام أهل الرأي.

  وسئل ابن مسعود عن امرأة مات زوجها عنها، ولم يفرض لها صِداقاً، قال: أقول فيها برأيي فإن يكن صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، لها مثل صداق امرأة من نسائها ولا وكس ولاشطط، ولها الميراث وعليها العدة.