حاشية الدسوقي على مختصر المعاني،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

[الاقتباس]

صفحة 262 - الجزء 4

  إن كنت أزمعت) أى عزمت (على هجرنا، من غير ما جرم فصبر جميل وإن تبدّلت بنا غيرنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل. و) الثالث مثل (قول الحريرى: قلنا: شاهت الوجوه) أى قبحت وهو لفظ الحديث على ما روى أنه لما اشتدت الحرب يوم حنين أخذ النبى ÷ كفّا من الحصباء فرمى به وجوه المشركين وقال «شاهت الوجوه»⁣(⁣١) (قبح) على المبنى للمفعول أى لعن من قبحه الله بالفتح أى أبعده عن الخير (اللكع) أى اللئيم (ومن يرجوه و) الرابع مثل (قول ابن عباد: قال) أى الحبيب (لى إن رقيبى، ...


  أى: وهو الاقتباس من القرآن فى النظم (قوله: إن كنت أزمعت) بكسر التاء خطابا لمؤنث كما هو الرواية (قوله: أى: عزمت) أشار إلى أن الإزماع هو العزم، يقال أزمع على الشئ: عزم عليه (قوله: من غير ما جرم) ما زائدة أى: من غير جرم أى: من غير ذنب صدر منا (قوله: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}) أى: فأمرنا معك صبر جميل اقتبس هذا من قوله تعالى حكاية عن يعقوب: {بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}⁣(⁣٢) وهو الذى لا شكوى فيه (قوله: وإن تبدلت بنا غيرنا) أى: وإن اتخذت غيرنا بدلا منّا فى الصحبة (قوله: فحسبنا الله) أى: فيكفينا الله فى الإعانة على هذه الشدة التى هى قطعك حبل وصالنا (قوله: ونعم الوكيل) أى: المفوض إليه فى الشدائد اقتبس هذا من قوله تعالى: {وَقالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ١٧٣ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}⁣(⁣٣) (قوله: والثالث) أى: وهو الاقتباس من الحديث فى النثر (قوله: وهو) أى: شاهت الوجوه لفظ الحديث (قوله: وقال: شاهت الوجوه) أى: قبحت وتغيرت بانكسارها وانهزامها وعودها بالخيبة فلما فعل ذلك انهزم المشركون (قوله: وقبح) بضم القاف وكسر الباء مخففة على وزن ضرب (قوله: أى لعن) بمعنى أبعد عن الخير (قوله: من قبحه الله بالفتح) أى: بفتح القاف والباء مع تخفيفها وبابه نفع ينفع (قوله: والرابع) أى: وهو اقتباس الحديث فى النظم (قوله:⁣(⁣٤) إن رقيبى) الرقيب: الحافظ والحارس (قوله: فداره) أى: لئلا يمنعنى


(١) أخرجه مسلم فى الجهاد والسير (١٧٧٧).

(٢) يوسف: ١٨.

(٣) آل عمران: ١٧٣ - ١٧٤.

(٤) لابن عباد فى شرح عقود الجمان للمرشدى ٢/ ١٨٥.