حاشية الدسوقي على مختصر المعاني،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

[الرجوع]

صفحة 49 - الجزء 4

  وقع أحدهما فى جانب المسند إليه، والآخر في جانب المسند.

[الرجوع]:

  (ومثه) أي: ومن المعنوى (الرجوع، وهو العود إلى الكلام السابق بالنقض) أي: بنقضيه وإبطاله (لنكتة؛ ........................................


  في الطرف الثاني الذي هو المسند من تلك الجملة، وعكس ذلك في الجملة الثانية، فوجد ماللذكر في الطرف الأول منها وما للإناث في الطرف الثاني منها، فصدق أن العكس وقع بين الفظين كائنين في طرفي جملتين.

  (قوله: وقع أحدهما في جانب المسند إليه) فيه أن هن في لا هن حل لهم وهم في ولا هم يحلون لهن نفس المسند إليه، إلا أنه واقع في جانبه، فذلك التعبير يوهم وقوع الشئ في نفسه، وهو فاسد، وأجاب بعضهم بأن التعبير بذلك في جانب المسند إليه مشاكلة، والأحسن أن يقال: إن المراد بالوقوع بالنسبة للمسند إليه التحقق من تحقيق العالم في الخاص، أي وهما لفظان تحقق أحدهما في كونه مسندا إليه ووقع الآخر أي: وذكر الآخر في جانب المسند فتأمل.

[الرجوع]

  (قوله: وهو العود) أى: الرجوع (قوله: بالبقض) الباء للمصاحبة أى: أن يرجع المتكلم إلى الكلام السابق مستصحبا في رجوعه إليه نقضه وإبطاله، وبحتمل أن تكون للتعليل، أى أن ترجع إليه لأجل نقضه وإبطاله بكلام آخر. (قوله: لنكتة) متعلق بالعود أى: أن الرجوع لنقض الكلام السابق إنما يكون من البديع إذا كان ذلك النقض لنكتة، وأما إذا عاد المتكلم لإبطال الكلام الأول لمجرد كونه غلطا فلا يكون من البديع، والعود بالنقض لنكتة، لأمور: لأجل التحير والتوله: أى: الدهش أو لأجل إظهار التحسر والتخزن على ما فات، فإذا كان الإنسان متولها بحب شئ صار كالمغلوب على عقله، فربما ظن أن الشئ واقع وليس يواقع، فإذا أخير بشئ على خلاف الواقع لكونه مرغوبا له ثم عاد لإبطاله بالإخبار بالحقيقة، يظهر من ذلك أنه عائد إلى الصدق كرها وفي ضمن ذلك التأسف على فوات ما رغب فيه، ثم إن العود لإبطال الكلام السابق تارة يكون بلفظ بلى وتارة يكون بلفظ لا وتارة يكون بلفظ استغفر الله.