(باب) النواسخ لحكم المبتدأ ثلاثة أنواع:
  {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ} {فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} {خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ} وكان بجواز زيادتها متوسّطة نحو ما كان أحسن زيدا، وحذف نون مضارعها المجزوم وصلا إن لم يلقها ساكن ولا ضمير نصب متّصل، وحذفها وحدها معوّضا عنها ما في مثل: أمّا أنت ذا نفر، ومع اسمها في مثل إن خيرا فخير، والتمس ولو خاتما من حديد.
  وما النّافية عند الحجازيّين كليس إن تقدّم الاسم ولم يسبق بإن ولا بمعول الخبر إلّا ظرفا، أو جارا ومجرورا، ولا اقترن الخبر بإلّا نحو - {ما هذا بَشَراً} - وكذا لا النّافية في الشّعر بشرط تنكير معموليها نحو:
  تعزّ فلا شيء عضلى الأرض باتيا ... ولا وزر ممّا قضى الله واقيا
  ولات لكن في الحين، ولا يجمع بين جزأيّها، والغالب حذف المرفوع نحو: {وَلاتَ حِينَ مَناصٍ}.
  الثّاني: إنّ وأنّ للتّأكيد، ولكنّ للاستدراك، وكأنّ للتّشبيه أو الظّنّ، وليت للتّمنّي، ولعلّ للترجّي أو الإشفاق أو التّغليل، فينصبن المبتدأ اسما لهنّ، ويرفعن الخبر خبرا لهنّ، إن لم تقترن بهنّ ما الحرفيّة: نحو {إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ}، إلّا ليت فيجوز الأمران كإن المكسورة مخفّفة فأمّا لكنّ مخفّفة فتهمل، وأمّا أن فتعمل، ويجب في غير الضّرورة حذف اسمها ضمير الشّأن، وكون خبرها جملة