(5) - الرحمة:
  انْظُرُوا: إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّهِ ÷ مِنَ الرِّفْقِ وَاللُّطْفِ، الَّذِي عَامَلَهُمْ بِهِ فِي تَعْلِيمِهِ لَهُمْ، وَاللِّينِ، والرَّأْفَةِ، وَالرَّحْمَةِ، وَالشَّفَقَةِ عَلَى الأُمَّةِ، وَلِيْنِ الْجَانِبِ مَعَهُمْ.؟
  انْظُرُوا: إِلَى مَا وَرَدَ عَنْهُ ÷ فِي حَدِيثِ الأَعْرَابِيِّ الَّذِي بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، وَصَاحَ النَّاسُ بِهِ، كَيْفَ تَعَامَلَ مَعَهُ بِرِفْقٍ، وَتَرَكَهُ حَتَّى أَتَمَّ بَوْلَهُ، ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهِ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، ثُمَّ عَلَّمَهُ بَعْدَ ذَلِكَ.؟
  فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَال لَهُمُ النَّبِيُّ ÷: «دَعُوهُ وَأَهْرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً(١) مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ».
  وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي طَائِفَةِ الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُ النَّاسُ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ ÷ فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ أَمَرَ النَّبِيُّ ÷ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَأُهْرِيقَ عَلَيْهِ ..
(١) «السَّجْلُ»: بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ الْجِيمِ، الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ الْعَظِيمَةُ الْمَمْلُوءَةُ مَاءً، وَكَذلِكَ الذَّنُوبُ ..