الرسالة المنقذة من الغواية في طرق الرواية،

أحمد بن سعد الدين المسوري (المتوفى: 1079 هـ)

(كلام الإمام المرتضى في الحديث المصادم للقرآن)

صفحة 61 - الجزء 1

  وتعالى، ومضاد له؛ فلم نلتفت إليها، ولم نحتج بما كان كذلك منها، وكل ما وافق الكتاب، وشهد له بالصواب - صح عندنا، وأخذنا به، وما كان أيضا من الحديث مما رواه أسلافنا أبا فأبا عن علي #، عن النبي ÷؛ فنحن نحتج به، وما كان مما رواه الثقات من أصحاب رسول الله ÷ قبلناه وأخذناه وأنفذناه، وما كان خلاف ذلك لم نره صوابا، ولم نقل به. وأما ما سألت من تفسيرنا الكتاب بم نفسره بتوفيق الله وعونه؛ فمن خصه الله به، وأعانه على معرفته - فسره واستنبطه، واستشهد بعضه على بعض، واستخرج غامضه بما فضله الله به من معرفته، وما كان يخرج من اللغة بينه وفسره وشرحه؛ لأن الله سبحانه يقول: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ[الزمر: ٢٨] ولم يخاطب الله العرب إلا بما تعرف من لغتها.

  ومنه ما نُفسِّره بالرواية عن السلف بالإسناد إلى النبي ÷ تلقينا وتعريفا، مع توفيق الله وتسديده لمن قصده من أهل طاعته، كما قال سبحانه: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧[محمد: ١٧].