التقريب في أصول الفقه،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الكلام في الإجماع

صفحة 93 - الجزء 1

الكلام في الإجماع

  ٢ ١٤ - مسألة: الإجماع حجة؛ والدليل على ذلك قول الله تعالى: {وَمَن يُشاقِقِ الرَّسولَ مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الهُدى وَيَتَّبِع غَيرَ سَبيلِ المُؤمِنينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلّى وَنُصلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَت مَصيرًا}⁣[النساء: ١١٥] ووجه الاستدلال بهذه الآية أن الله توعد من لم يتبع سبيل المؤمنين بالمصير إلى نار جهنم؛ فلولا أن متابعتهم واجبة لما توعد على تركها؛ وذلك يقتضي كون ما أجمعوا عليه حجة.

  ١٤٣ - مسألة: لا يصح أن يعلم كونه تعالى حيا موجودا بالإجماع عند القاضي؛ والدليل على ذلك أن الاجماع من الأدلة السمعية؛ ولا يصح العلم بأدلة السمع ما لم يعرف الله سبحانه بصفاته الواجبة؛ وكونه حيا موجودا من جملة ما يجب له من الصفات؛ فلا يصح أن يعلم بالسمع.

  ١٤٤ - مسألة: الإجماع إذا حصل في الآراء والحروب لم يجز مخالفته بعد استقراره؛ والدليل على ذلك أن الإجماع متى استقر فمخالفته تكون