خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[كلمة «الهدى»]

صفحة 138 - الجزء 1

  وذلك لمن اهتدى بالهداية الأولى، يحكي ذلك قوله تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}⁣(⁣١) وقوله: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ١٣}⁣(⁣٢).

  وثالثها: بمعني ثواب الآخرة فقد سماه الله تعالى هدى بقوله: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ ٤ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ٥}⁣(⁣٣) فأخبر أنه يهديهم بعد القتل، وذلك لا يكون إلا ثواباً.

  فإذا صح ذلك ووجدنا بعض آيات القرآن الكريم تقتضي أنه تعالى يهدي الكفار نحو قوله: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}. وبعض آياته تقتضي أنه لا يهدي الكفار، نحو قوله: {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ


(١) سورة مريم آية ٧٦.

(٢) سورة الكهف آية ١٣.

(٣) سورة محمد آية ٥.

(٤) سورة فصلت آية ١٧.