[كلمة «الهدى»]
  الْكَافِرِينَ ٢٦٤}(١). وأمثال ذلك، وقد علمنا أن القران لا يتناقض، وجب أن نعلم أن الهداية التي أثبتها للكفار هي غير الهداية التي نفاها، فتكون الثابتة لهم هي الهداية العامة، التي هي بمعنى(٢) الدلالة والبيان، ولا شك في ذلك، لأنه تعالى قد بين لكلٍ ما يحتاج إليه {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}(٣). وتكون المنفية عنهم إحدى الهدايتين الأخرتين، إما زيادة التوفيق والتسديد - لأن ذلك إنما يكون لمن تقدم منه الإهتداء بالهداية الأولى، كما قال تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}(٤) - وإما ثواب الجنة الذي قد سماه هدى، ولا شك أن ذلك لا يكون إلا للمؤمنين. فإذا وردت عليك آيات القرآن وحملتها(٥) على هذا الوجه عرفت أنه كتاب عزيز {لَا يَأْتِيهِ
(١) سورة البقرة آية ٢٦٤، وسورة التوبة آية ٣٧.
(٢) في ب هي ساقطة.
(٣) سورة الأنفال آية ٤٢.
(٤) سورة مريم آية ٧٦.
(٥) في ب وجملتها.