خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[كلمة «الهدى»]

صفحة 139 - الجزء 1

  الْكَافِرِينَ ٢٦٤}⁣(⁣١). وأمثال ذلك، وقد علمنا أن القران لا يتناقض، وجب أن نعلم أن الهداية التي أثبتها للكفار هي غير الهداية التي نفاها، فتكون الثابتة لهم هي الهداية العامة، التي هي بمعنى⁣(⁣٢) الدلالة والبيان، ولا شك في ذلك، لأنه تعالى قد بين لكلٍ ما يحتاج إليه {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ٤٢}⁣(⁣٣). وتكون المنفية عنهم إحدى الهدايتين الأخرتين، إما زيادة التوفيق والتسديد - لأن ذلك إنما يكون لمن تقدم منه الإهتداء بالهداية الأولى، كما قال تعالى: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى}⁣(⁣٤) - وإما ثواب الجنة الذي قد سماه هدى، ولا شك أن ذلك لا يكون إلا للمؤمنين. فإذا وردت عليك آيات القرآن وحملتها⁣(⁣٥) على هذا الوجه عرفت أنه كتاب عزيز {لَا يَأْتِيهِ


(١) سورة البقرة آية ٢٦٤، وسورة التوبة آية ٣٧.

(٢) في ب هي ساقطة.

(٣) سورة الأنفال آية ٤٢.

(٤) سورة مريم آية ٧٦.

(٥) في ب وجملتها.