[من معاني كلمة «الضلال»]
  في ضلال ذلك اليوم، وليس ذلك إلا العقاب، لأن الدار ليست دار تكليف فيكون فيها كفر وإيمان.
  وثالثها: بمعنى الإغواء والاستدعاء إلى الكفر، يحكيه قوله تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى ٧٩}(١) وقوله: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ ٨٥}(٢) معناه الدعاء إلى الكفر والإغواء عن الإيمان. فإذا وردت علينا من آيات القرآن ما يقتضي أن الله سبحانه يضل بعض العباد نحو قوله: {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ ٧٤}(٣). وقوله: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}(٤). وأمثال ذلك، وجب أن نحمله على أن المراد به ما يجوز أن يفعله الله سبحانه، نحو إهلاكه للعصاة في الدنيا أو عقابه لهم في الآخرة. فقد بيّنا أن ذلك كله يجوز أن
(١) سورة طه آية ٧٩.
(٢) سورة طه آية ٨٥.
(٣) سورة غافر آية ٧٤.
(٤) سورة النحل آية ٩٣، وسورة فاطر آية ٨.