الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم
  والوعيد، والأمر والنهي، ولما كانت تأتي من الله محمدة - لمحسن ولا مذمة لمسيء، ولما كان المحسن بثواب الإحسان أولى من المسيء، ولا المسيء بعقوبة الذنب أولى من المحسن، تلك مقالة عبدة الأوثان، وجنود الشيطان، وخصماء الرحمان، وشهود الزور، وأهل العمى عن الصواب في الأمور، هم قدرية هذه الأمة ومجوسها). فصرح # بأن الذين ينسبون أفعال العباد إلى قضاء الله سبحانه [وتعالى] وقدره الذي لا محيص لأحد عنه هم قدرية هذه الأمة ومجوسها. وهذا الخبر يأتي متمماً فيما بعد إن شاء الله تعالي.
  وروي عن عبد الله بن عمر(١) أنه قال: (القدرية مجوس).
(١) عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي، أبو عبدالرحمن، صحابي، شهد فتح مكة ومولده فيها سنة ١٠ قبل الهجرة، وتوفي فيها سنة ٧٣ للهجرة وقيل سنة ٦٣، وقيل سنة ٦٤. كف بصره آخر عمره، وهو آخر من توفي بمكة من الصحابة.
(معالم الإيمان ج ١ ص ٧٠، تهذيب الأسماء ج ١ ص ٢٧٨، طبقات ابن سعد ج ٤ ص ١٠٥).