الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم
  هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تصلوا عليهم، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم، قيل: من هم يا أبا عبد الرحمن؟ قال: الذين يعملون بالمعاصي ثم يزعمون أنها من الله(١) كتبها عليهم). وهذا تصريح كما ترى عنه بأسمائهم وأوصافهم.
  وفي الخبر الطويل الذي نورده فيما بعد عن الحسن البصري(٢) أنه قال في صفة الذين يضيفون المعاصي إلى الله تعالى: (والله ما هم إلا الذين قال رسول الله ÷: مجوس أمتي القدرية إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوا جنائزهم فإنهم شر البرية، حق على الله تعالى أن يحشرهم مع الدجال). إلى غير ذلك مما يكثر.
(١) في ب من قضاء الله.
(٢) الحسن بن يسار البصري، أبو سعيد، تابعي ولد بالمدينة سنة ٢١ للهجرة، وشب في كنف الإمام علي #، وكان أبوه من أهل ميسان مولى لبعض الأنصار، توفي بالبصرة سنة ١١٠ للهجرة.
(حلية الأولياء ج ٢ ص ١٣١، آمالي المرتضى ج ١ ص ١٠٦).