خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب السادس في ذكر التكليف وشروطه وتوابعه

صفحة 147 - الجزء 1

  إعلم أن مذهب الأئمة الطاهرين من أهل البيت سلام الله عليهم أجمعين، ومن طابقهم من علماء المسلمين أن الله سبحانه خلق جميع عباده العقلاء في هذه الدنيا لعبادته، وأرادها من جميعهم⁣(⁣١)، ومكنهم من فعلها، وما كلف أحداً من ذلك ما لا يطيقه، ولا حا بين أحد وبين فعل الصلاح، وطلب النجاة، فمن أطاعه منهم، واحتمل باختياره مشقة الطاعة استحق بذلك عظيم الثواب. ومن عصاه منهم فبإختيار نفسه الأمارة بالسوء عصى، ومنها أُتي لا من الله سبحانه، وهو يستحق بذلك العقاب العظيم.

  والمجبرة تخالف في هذه الجملة، فعندهم أن الله سبحانه خلق أكثر خلقه ليستعملهم بالكفر في الدنيا، ويسوقهم به إلى النار.


(١) في ب منهم جميعهم.