الباب الأول في ذكر القدرية وما جاء فيهم
صفحة 51
- الجزء 1
  اعلم أن مذهب الأئمة من أهل البيت $، وكافة أهل العدل من علماء الإسلام، أن جميع أفعال العباد الحسن منها والقبيح؛ منهم، أوجدوها وأحدثوها ولم يشاركهم فيها مشارك، ولم يخلقها الله سبحانه فيهم، ولا أجبرهم عليها، وإن كان تعالى هو الذي أقدرهم على فعلها ومكّنهم من إحداثها وعرفهم خيرها وشرها.
  وقالت المجبرة(١) أن الله تعالى خلق أفعال العباد وأوجدها فيهم حسنها وقبيحها ... وفيهم من يقول إن الله سبحانه خلقها والعباد اكتسبوها. ولا يرجعون في الكسب إلى معني يعقل.
(١) المجبرة والقدرية والمجورة أسماء لمسمى واحد، وسموا مجبرة لقولهم بالجبر، وقدرية لقولهم المعاصي بقضاء الله وقدره، ومجوّرة لإضافة كل جور إلى الله تعالى وهو الظلم. (الشافي ج ١ ص ١٣٠).