[الأدلة السمعية]
  ويجوز أن يقال: (إنهم خالقوا أفعالهم من حيث)(١) أنهم أوجدوها مقدرة لأن حقيقة الخلق في عرف المحصلين من أهل العلم(٢) هو إيجاد الشيء مقدراً، وقد أوجدوا كثيراً من أفعالهم مقدرة، فجاز وصفهم بأنهم خالقون لها بالتقييد، وإن كانت هذه اللفظة أعني لفظة الخلق لا تطلق إلا الله ø، ولكن متى أضيفت إلى العباد وجب تقييدها بأفعالهم، فيقال خالقون لأفعالهم.
  والثالث: قوله في عيسى #: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}(٣) وقوله: {وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}(٤). فسمي فعله وتصويره خلقاً. فبان بهذا أن القرآن ناطق بنسبة خلق أفعال العباد إليهم ... فثبت أن
(١) مابين القوسين ساقط في ب.
(٢) في ب من أهل العدل.
(٣) سورة المائدة آية ١١٠.
(٤) سورة آل عمران آية ٤٩.