[الأدلة السمعية]
  الوجود من يخلق شيئاً من الأفعال سواه لما صح لهذا الكلام معنى أصلاً. ألا ترى أن قائلاً: لو قال إن هارون كان أكرم إخوة موسى لكان هذا القول يقتضي أن لموسى إخوة سوى هارون، حتى لو قال هذا القائل: ولم يكن لموسى أخ سوي هارون لعدَّه العقلاء من أهل اللغة مناقضاً في قوله هذا(١)، وكذلك لو قال كان عيسى # أكرم أولاد مريم، وعلم الناس أنه لم يكن لها ولد سواه، فإن كلامه هذا يكون لغواً فاسداً لا صحة له على وجه من الوجوه ... فإذا ثبت ذلك، وقد علمنا أن كلامه تعالي حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فإنه(٢) مصون من التناقض والفساد، علمنا أن قوله تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ١٤}(٣) يقتضي أن العباد خالقون لأفعالهم هذه، وإلا لم يكن للآية معنى معقول.
(١) هذا ساقط في ب.
(٢) في ب وأنه.
(٣) سورة المؤمنون آية ١٤.