خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[الأدلة السمعية]

صفحة 67 - الجزء 1

  وهذا يؤدي إلى بطلان التكليف ونسبة العبث إلى الله تعالي في إيراد الأمر والنهي والوعد والوعيد. بل في إنزال جميع الكتب وإرسال كافة الرسل، لأن جميع هذه الأشياء إذا كانت منه لم يكن لشيء مما ذكرناه⁣(⁣١) معني معقول.

  وإن قالوا: إن خلق الله تعالى لأفعال العباد هو غيرها (أو كسب العباد لها هو غيرها)⁣(⁣٢)، وميَّزوا بين خلق الله تعالي وكسب العبد تمييزاً معقولاً فجعلوا كل واحد منها غير الآخر، فقد وافقونا فيما نقول، ورجعوا إلى الحق، ولعمري إن الرجوع إليه خير من التمادي في الباطل ... ولهذا يحسن حينئذ التكليف، ويصح إرسال الرسل، وإنزال الكتب، وإيراد الأمر والنهي والوعد والوعيد، لفائدة معقولة وهي الدعاء للخلق إلى الخروج عما هم عليه من الكفر الذي هو منهم لا من الله، والدخول في الإسلام الذي هو فعلهم لا فعل الله.


(١) الهاء ساقطة في ب.

(٢) مابين القوسين ساقط في ب.