[من شبهات المخالفين]
صفحة 69
- الجزء 1
  قالوا: وهذا نص على أنه تعالى خالق لأعمال العباد.
  والجواب: أنه # إنما أراد والله خلقكم والحجارة التي تعملونها أصناماً: بدليل قوله تعالى: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ ٩٥ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ٩٦}(١) ولا شك أنه يريد الأصنام، وهذا هو السابق إلى الأفهام عند سماع هذا الكلام.
  يحقق هذا أن إبراهيم # أورد هذا الكلام محتجاً عليهم به، ومبطلاً لما هم عليه، ومثبتاً سفه حلومهم، وخطأ آرائهم، وذلك لا يصح إلا أن يريد بما ذكر(٢) الأصنام، فبين لهم أن الله تعالى هو الذي خلقهم وخلق آلهتهم التي يعبدونها من دونه، وإذا كانت مخلوقة لم تستحق العبادة سيما وهي من نحتهم وتصويرهم، لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع، ونبههم بذلك على أن المعبود يجب أن
(١) سورة الصافات الآيتين ٩٥، ٩٦.
(٢) في ب بما ذكره.