[من شبهات المخالفين]
  لا يكون مخلوقاً، ولا ضعيفاً عاجزاً(١) عن نفع من عبده أو ضره، وفي هذا حجة قاطعة ... ولو أراد بذلك أن الله تعالي خلق أعمالهم لكانت الحجة لهم على إبراهيم #، لا له عليهم، لأنه حينئذ يصير كأنه قال: أتعبدون ما تنحتون وهي الأصنام، والله خلقكم وخلق عبادتكم لها ... فكان لهم أن يقولوا: إذا كان الله هو الذي خلق عبادتنا لها فما جُرمنا نحن، وما جنايتنا في ذلك، ولأي معنى جئت مبعوثاً إلينا أتريد منا نحن أن لا يخلق الله فينا شيئاً من عبادتها؟ فذلك ليس إلينا منه شيء، أم تريد أن تغير خلق الله فينا؟، فليس ذلك تحت مقدورنا ... فيكون كلام إبراهيم هذا على زعم المخالف أكبر عذراً لهم عنده، بل أظهر حجة لهم عليه، تعالى الله وتنزهت رسله À عن ذلك، بل قد آتى الله إبراهيم # الحجة البالغة على كل [من](٢) حاجّه في شيء من الدين. وقال تعالى: {وَتِلْكَ
(١) في ب ولا عاجزاً.
(٢) كل ساقطة في ب. ومن ساقطة فيهما ولا يستقيم المعنى إلا بها.