الباب الثالث في الإرادة
صفحة 93
- الجزء 1
  إعلم أن مذهب الأئمة الطاهرين من أهل البيت $ ومن طابقهم من علماء المسلمين هو أن الله تعالي يريد الطاعات من أفعال العباد الواجب منها والمندوب، ولا يريد شيئاً من المعاصي، بل يكره جميعها. وذهبت المجبرة(١) إلى أنه تعالى يريد المعاصي كما يريد الطاعات.
  والذي يدل على صحة مذهب أهل البيت $ هو أن إرادة القبيح قبيحة، والله تعالى لا يأتي بالقبيح، لعلمه بقبحه وغناه عنه، وعلمه بأنه غني عنه، ومن كان بهذه الأوصاف فإنه لا يفعل(٢) القبيح.
  ألا ترى أن الواحد منا إذا قيل له إن صدقت أعطيناك درهماً، وإن كذبت أعطيناك درهماً، فإنه لا يختار الكذب
(١) في ب الجبرية.
(٢) في ب لا يختار.