خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الثالث في الإرادة

صفحة 93 - الجزء 1

  إعلم أن مذهب الأئمة الطاهرين من أهل البيت $ ومن طابقهم من علماء المسلمين هو أن الله تعالي يريد الطاعات من أفعال العباد الواجب منها والمندوب، ولا يريد شيئاً من المعاصي، بل يكره جميعها. وذهبت المجبرة⁣(⁣١) إلى أنه تعالى يريد المعاصي كما يريد الطاعات.

  والذي يدل على صحة مذهب أهل البيت $ هو أن إرادة القبيح قبيحة، والله تعالى لا يأتي بالقبيح، لعلمه بقبحه وغناه عنه، وعلمه بأنه غني عنه، ومن كان بهذه الأوصاف فإنه لا يفعل⁣(⁣٢) القبيح.

  ألا ترى أن الواحد منا إذا قيل له إن صدقت أعطيناك درهماً، وإن كذبت أعطيناك درهماً، فإنه لا يختار الكذب


(١) في ب الجبرية.

(٢) في ب لا يختار.