خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الباب الثالث في الإرادة

صفحة 94 - الجزء 1

  على الصدق، وليس ذلك إلا لعلمه بقبحه وغناه بالصدق عنه.

  وإنما قلنا إرادة⁣(⁣١) القبيح قبيحة لما نعلمه من أن الواحد منا إذا كان معروفاً بالصلاح والعفة وكنا نعرف⁣(⁣٢) منزلته لذلك، ثم أخبرنا عن نفسه بأنه يريد كلما يجري في البلد من الظلم والفساد⁣(⁣٣)، فإن منزلته تسقط عندنا لأجل ذلك، وليس ذلك إلا لأنه يأتي⁣(⁣٤) قبيحاً لما أراد هذه القبائح ... فصح بهذا أن إرادة القبيح قبيحة، فإذا كان الله تعالى أعلم العلماء بقبح القبيح وأغناهم عن فعله وأعلمهم بغناه عنه، لم يجز منه تعالى أن يريد القبيح.

  [١] - وقد قال سبحانه وتعالى: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا


(١) في ب إن إرادة.

(٢) في ب وكان يعرف، والأصل أصح.

(٣) في ب من المخازي والظلم والفساد.

(٤) في ب أتى قبيحاً.