من دعائه # إذا استقال من ذنوبه أو تضرع في طلب العفو عن عيوبه
  حَدَقَتَايَ(١) وَأَكَلْتُ تُرَابَ الأَرْضِ طُولَ عُمُرِي، وَشَرِبْتُ مَاءَ الرَّمَادِ آخِرَ دَهْرِي، وَذَكَرْتُكَ فِي خِلاَلِ ذَلِكَ حَتَّى يَكِلَّ لِسَانِي ثُمَّ لَمْ أَرْفَعْ طَرْفِي إلَى آفَاقِ السَّمَاءِ اسْتِحْيَاءً مِنْكَ، مَا اسْتَوْجَبْتُ بِذَلِكَ مَحْوَ سَيِّئَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ سَيِّئاتِي، وَإنْ كُنْتَ تَغْفِرُ لِي حِيْنَ أَسْتَوْجِبُ مَغْفِرَتَكَ، وَتَعْفُو عَنِّيْ حِينَ أَسْتَحِقُّ عَفْوَكَ، فَإنَّ ذَلِكَ غَيْرُ وَاجِبٍ لِيْ بِاسْتِحْقَاقٍ، وَلا أَنَا أَهْلٌ لَهُ بِاسْتِيجَابٍ، إذْ كَانَ جَزَائِي مِنْكَ فِي أَوَّلِ مَا عَصَيْتُكَ النَّارَ، فَإنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنْتَ غَيْرُ ظَالِمٍ لِيْ.
  إلَهي فَإذْ قَدْ تَغَمَّدْتَنِي(٢) بِسِتْرِكَ فَلَمْ تَفْضَحْنِي، وَتَأَنَّيْتَنِي بِكَرَمِكَ فَلَمْ تُعَاجِلْنِي، وَحَلُمْتَ عَنِّيْ بِتَفَضُّلِكَ فَلَمْ تُغَيِّرْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ، وَلَمْ تُكَدِّرْ مَعْرُوفَكَ عِنْدِي، فَارْحَمْ طُولَ تَضَرُّعِيْ، وَشِدَّةَ مَسْكَنَتِي، وَسُوءَ مَوْقِفِيْ.
  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَقِنِي مِنَ الْمَعَاصِي، وَاسْتَعْمِلْنِي بِاْلطَّاعَةِ، وَارْزُقْنِي حُسْنَ الإِنابَةِ، وَطَهِّرْنِي بِاْلتَّوْبَةِ، وَأَيِّدْنِي بِالْعِصْمَةِ، وَاسْتَصْلِحْنِي بِالْعَافِيَةِ، وَأَذِقْنِي
(١) حدقتاي: عيناي.
(٢) تغمدتني: غمرتني.