الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

تصدير

صفحة 18 - الجزء 1

  مضموناً. والصالحون الذين يقتدى بهم هم من أظهر أعمالاً صالحة، وفي الوقت نفسه أظهر فهماً واستيعاباً لتلك المعارف.

  ولكن كيف نتعرف على رؤيتهم لتلك القضايا؟

  وإذا عرفناها فكيف يمكن لنا أن نستفيد منها؟

  عن السؤال الثاني فما أطرحه إنما هو جانب من جوانب الاستفادة. وما أطرحه مبني على أساس أن هناك مستويين من المعرفة أو الإيمان بالله: المعرفة (الإيمان) العقلية، والمعرفة (الإيمان) القلبية.

  فالمعرفة العقلية تكون عندما يحضر المفهوم في ذهن المرء، وأما المعرفة القلبية فهي عندما يعيش المرء ذلك المفهوم، ويستحوذ على كيانه. ففرقٌ بين أن أعرف الحب ما هو، وبين أن أعيش الحب، بين أن أعرف الجوع وأن أشعر به. وهكذا.

  إبليس كان يعرف الله عقلاً، ويعرف حق الله عليه عقلاً، ولكنه لم يعش تلك المعرفة ولذلك سقط في الامتحان الكبير،