تصدير
  بدلالات القرآن الكريم التي بيّنت وميّزت الصراط إلى الله عن السبل المتعددة التي تذهب بالمرء يميناً وشمالاً. وأن بداية السلوك إلى الله تعالى إنما تكون من العقل والفكر، ثم يواكبها العمل الذي يوازي ويرسخ تلك القناعة العقلية، ففرقٌ بين أن أعلم الشيء وبين أن أعيشه. ثم يعود العقل ليعمل أكثر، ويستظهر المزيد عن عظمة الله جل وعلا، وتتكشف له حقائق ضعفه وعجزه، لينعكس عن هذا سلوك وعمل آخر، وهكذا دواليك. فكرة فعمل، ففكرة فعمل.
  ولكن إذا اعتبرنا أن السلوك إلى الله عملية تبدأ بمعرفة وقناعة إجماليتين، مصدرها التلقين وليس إعمال العقل، ويتبعها سلوك محدد ضمن إطاري تصفية الباطن والظاهر، وتحليتهما بالملكات والأعمال الفاضلة، وضمن تصاعد متدرج، بحيث تكون عمليتا التصفية والتحلية هما الأساس في التقرب إلى الله تعالى، وهما مفتاح المزيد من المعارف الإلهية التي تأتي على الإنسان فيضاً أو إلهاماً، إذا اعتبرنا ذلك فإن الاقتداء بأفعال الأولياء سيكون له مسوغ. وسيكون مهماً لنا أن نعرف