تصدير
  قدر ما استطاعوا أن يعملوه لنستلهم من ذلك العزائم لنصل إلى ما وصلوا إليه. وسيكون الكلام السابق لغواً.
  ولكننا هنا نذهب إلى الرؤية الأولى، وهي أن عبادة الله تتأسس على العقل والتفكير، بل أكثر من هذا، فيُذهب إلى أن أبرز وأجلى مظاهرها إنما هي مظاهر عقلية، وأن جميع المظاهر السلوكية تأتي في درجة بعيدة للغاية عنها. فأبرز وأهم عناصر العلاقة مع الله تعالى نحو خشيته، وتسبيحه، وحمده، والشهادة له بالأحدية وقيامه بالقسط، كلها مظاهر عقلية لعبادة الله تعالى. فالخشية انفعال ناشئ عن العلم بجلال الله وفقر الإنسان. والتسبيح والتحميد ترديد لساني معبر عن علم بما لله تعالى من الكمالات، وما يتنزه عنه من النقائص. وكذلك الشهادة، تلفظ منعكس عن قناعة فكرية محددة هي أن الله تعالى واحد أحد في ذاته، وقائم بالقسط في تعامله مع خلقه.
  وقد جاء في الآثار: أن «تفكر ساعة خير من عبادة سنة»، ولهذا ما يؤيده من العقل والتجربة، فأن أعرف أكثر أهم من أن أعمل أكثر. ورد أن «عبادة العالم خير من عبادة الجاهل». إذ