المسألة الثانية
  وعروة بن الزبير، قال ابو جعفر الاسكافي(١): في ان معاوية وضع قومًا من الصحابة، وقومًا من التابعين على رواية اخبار قبيحة في علي # تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم جعلًا يرغب في مثله فما ارضاه منهم إلا ثلاثة من الصحابة ذكرهم(٢)، ومن التابعين عروة بن الزبير وحده؛ فكذب على رسول الله ÷(٣).
  وذكر حديثين تنكرهما العقول، وهما مخالفان لما علم من الاصول التي اجمع الموالف، والمخالف فأذا كان هو لأرجأ هذا الحديث.
  فكل واحد منهم غير مأمون ان يزق حديث مالك بن اوس، ويرويه عن غيره،
(١) محمد بن عبد الله أبو جعفر، الإسكافي، من متكلمي المعتزلة، وأحد أئمتهم، تنسب إليه الطائفة (الإسكافية) منهم، وهو بغدادي الأصل (.. - ٢٣٤ هـ) = (.. - ٨٤٩ م)، من اثاره: ١.المعيار والموازنة ٢. نقض العثمانية ٣. المقدمات في مناقب أمير المؤمنين، ينظر: تاريخ بغداد: ٤/ ١٧٠، الاعلام: ٦/ ٢١٢، فهرست التراث: ١/ ٢٥٧، معجم البلدان: ١/ ١٨١، الوافي بالوفيات: ١١/ ١٢٩.
(٢) الثلاثة من الصحابة هم، ابو هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة.
(٣) عن ابن أبي الحديد المعتزلي، في شرح نهج البلاغة: ٤/ ٦٣ عن أبي جعفر الاسكافي.