المسألة الخامسة
  قال الامام المنصور بالله #: في (الشافي) في ذكر القدرية من هم، ومن هو أحق بهذه التسمية ومعناها اذ قد صح عند الجميع ما روي عن النبي ÷، انه قال: «القدرية مجوس هذه الامة».
  وتحريره ان هذا الاسم، هو اسم ذم فيجب أن يجري على من له مذهب مذموم في القدر، وقد شبههم ÷، بالمجوس على وجه لا يشاركهم فيه غيرهم، وقد صح ان المجوس يقولون في نكاح البنات والامهات انه لقضاء الله وقدره، ولا يشاركهم في القول بذلك إلا الفرقة الجبرية دون غيرهم؛ فلذلك كانوا هم القدرية، وايضًا فإن المجوس يقولون ان مزاج العالم وهو شيء واحد حسنٌ من النور، قبيح من الظلمة، ولا يشاركهم في ذلك إلا من يقول ان الكفر هو شيء واحد حسن من الله تعالى من حيث خلقه، وقبيح من الواحد منا من حيث اكتسبه، وايضًا فان المجوس يُجوزون الامر بما ليس في الطاقة والوسع، والنهي عما لا يمكنه الانفكاك منه فيقال انهم يصعدون ببقرة الى شاهق، ويشدون قوائمها، ثم يدهدهونها، ويقولون انزلي، ولا تنزلي مع ان البقرة لا يمكنها الانفكاك من النزول، ولا الاتيان بخلافه، وهذه حال هولاء المجبرة؛ لانهم يقولون انه تعالى كلف الكافر الايمان مع انه لا يمكنه فعله، ولا الاتيان به، ونهاه عن الكفر مع انه لايمكنه الانفكاك عنه،
= نهايات مباحثهم للتنبيه على شيء مهم او لاستدراك شيء واضافته كما هو المعروف في طريقتهم.