مسائل أملاها الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

المسألة الخامسة

صفحة 143 - الجزء 1

  وايضًا فإن المجوس قالوا: ان القادر على الخير لايمكنه خلافه؛ بل يكون مطبوعًا عليه، وكذلك القادر على الشر لا يقدر إلا عليه، وهذا بعينه صريح مذهب الجبرية.

  فمن مذهبهم ان القادر على الايمان لا يقدر على الكفر بل يكون محمولًا عليه، والقادر على الكفر لا يقدر على الإيمان بل يكون مطبوعًا عليه، لا يمكنه مفارقته، والإنفكاك منه.

  ومما يدل على ان القوم هم القدرية، وهم مجوس هذه الامة قول الرسول # في تمام الخبر في آخره، وهم خصماء الرحمن، وشهود الزور، وجنود ابليس، وهذه الاوصاف لا توجد إلا فيهم لانهم هم الذين يخاصمون الله تعالى اذا عاتبهم على المعاصي، وسألهم عنها، ويقولون انك انت الذي خلقت فينا المعصية، واردتها منا فما لنا تعذبنا⁣(⁣١) كذلك؛ فانهم هم الذين يشهدون لأبليس، وغيره من الشياطين اذا سألهم الله تعالى عن الاضلال، والاغواء والافساد، وقال لهم: اضللتم عبادي، واغويتموهم فيجيبون بانا لم يكن لنا في⁣(⁣٢) ذلك ذنب، بل كنت انت المتولي لخلق جميع ذلك، فيطالبهم الله تعالى بأقامة الحجة على ذلك، فلا يجدون إلا شهادة هولاء القوم،


(١) في الشافي: (فما بالك تعذبنا وتعاتبنا).

(٢) في الشافي: (في شيء من ذلك).