[القسم الأول من المتشابه]
  تُرى إلاَّ الأجسام والأعراض والجواهر - تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}(١).
  وقد تستروا لمذهبهم بأنه يُرى بلا كيف، فقال فيها الزمخشري ¦:
  لَجَمَاعَةٌ سَمَّوْا هَوَاهُمُ (سُنَّةً ... وجماعةً) حُمُرٌ لَعَمْرِي مُوكَفَه
  قَدْ شَبَّهُوهُ بِخَلْقِهِ وتَخَوَّفُوا ... شَنَعَ الوَرَى فتستَّروا بِالْبَلْكَفَه(٢)
  وقد أجابه بعضُ المجبرة فقال: -
  يا عايباً من جهله للبلكفه ... هي قولكم في الذات دع عنك الصفه
  والله ليس كمثله شيءٌ وذا ... هو ما اعترضت به فَدَعْ عنك السَفه
  من لم يقل بمقالنا فيها شَرَى ... بنصوص وَحْيِ الله رأيَ الفلسفه
  ورددتم قول الإله ورسله ... في نفي رؤيته بقول السفسفه(٣)
  وأجابه بعضُ العدلية بقوله: -
  يا رادَّ قولِ الحق(٤) بالقول السَّفه ... أنكرت قول ذوي الهدى والمعرفه
  وزعمت أنّ مقالَهم مِثْلٌ لما ... قد قاله أهل الخنا والفلسفه
  كلاَّ ولكن قولكم في رؤية الـ ... ـباري كقول مجسِّمٍ ذي عَجْرَفَه والمعرفه
  ورددتمُ قولَ الإله وَرُسْلِهِ ... في نفي رؤيته بقول السِّفْسِفَه
  وقال المؤلف عفا الله عنه: -
  قل للَّذى باع الهدى بضلالةٍ ... واختار رأيَ مجادِلٍ بالبلكفه
  صادقت شيخ زمخشرٍ في قوله ... (أنتم جميعكم حميرٌ موكفه)
(١) سورة الأنعام: ١٠٣.
(٢) الكشاف ٢/ ١١٦، في تفسير الآية (١٤٣) الأعراف.
(٣) ذكر الثلاثة محمد بن إبراهيم الوزير دون نسبة في العواصم والقواصم ٤/ ١٤٦.
(٤) أولى: يا من يرد الحق ... إلخ [أصل].