[اختيار الله بعض البشر على بعض]:
  إذ هو - تعالى - يريد استبقاء خلفاء، ولا وجه لبقائهم إلا بإتمام منافعهم وتعريف مصالحهم ومفاسدهم؛ فلهذه [الجملة](١) علمنا أن بعثة الأنبياء واجبة على الله، وأن النبوة منه؛ لعدم معرفة الأنبياء بمصالح [الناس](٢)، وأن الشرط في تصديق النبي هو المعجز الخارق للعادة، وذلك ليس من مقدورهم، [وفي أن ليس](٣) ذلك في مقدورهم دليل أنها من الله - تعالى -.
  [ووجه](٤) آخر وهو أن لا يجوز أن تكون مستحقة بالطاعات، ولو كانت كذلك لكان [من](٥) قبل نبينا - صلى الله عليه - مطيعاً لله نبياً ممن كان على دين المسيح #، وفيّ [مؤثراً] للطاعة والعبادة، وفي خلاف ذلك دليل على أنها ليست باستحقاق.
[اختيار الله بعض البشر على بعض]:
  ١١ - مسألة: قال: وأما اختيار بعض البشر على بعض فلمصلحة يعلم تمامها به لو كان غيره لصارت مفسدة، وأوجه المصلحة في اختيار جدنا - ~ وآله - أميّاً؛ قال عزّ من قائل: {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ٤٨}(٦).
[العصمة]:
  ١٢ - مسألة: قال: وأما العصمة: فهي لطيفة يمتنعون بها عن المعاصي مع
(١) لعلها كذا.
(٢) غير واضحة ولعلها كذا.
(٣) غير واضحة ولعلها كذا.
(٤) غير واضحة ولعلها كذا.
(٥) غير واضحة ولعلها كذا.
(٦) العنكبوت: ٤٨.