الأربعون حديثا السيلقية،

زيد بن عبدالله الهاشمي (المتوفى: 400 هـ)

الحديث التاسع والعشرون [أصناف الأمة مع الدنيا]

صفحة 38 - الجزء 1

  وَالدُّنْيَا مَعْدِنٌ، وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي مَا مَضَى مِنْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ بِأَهْدَابِ بُرْدِي هَذَا، وَلَمَا بَقِيَ مِنْهَا أَشْبَهُ بِمَا مَضَى مِنْ نَبْغِ الْمَاءِ بِالْمَاءِ، وكُلٌّ إِلَى نَفَادٍ وَتَسَيُّكٍ وَزَوَالٍ قَرِيبٍ، فَبَادِرُوا وَأَنْتُمْ فِي مَهَلِ الأَنْفَاسِ، وَجِدَةِ الأَحْلاَسِ قَبْلَ أَنْ تُؤْخَذُوا بِالْكَظْمِ، فَلاَ يُغْنِي النَّدَمُ، وَقَدْ جَفَّ الْقَلَمُ».

الحديث التاسع والعشرون [أصناف الأمة مع الدنيا]

  عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ÷ يَقُولُ: «تَكُونُ أُمَّتِي فِي الدُّنْيَا عَلَى ثَلاَثَةِ أَطْبَاقٍ: أَمَّا الطَّبَقُ الأَوَّلُ: فَلاَ يَرْغَبُونَ فِي جَمْعِ الْمَالِ وَادِّخَارِهِ، وَلاَ يَسْعَوْنَ فِي اقْتِنَائِهِ وَاحْتِكَارِهِ، إِنَّمَا رِضَاهُمْ فِي الدُّنْيَا بِسَدِّ جَوْعَةٍ، وَسِتْرِ عَوْرَةٍ، وَغِنَاهُمْ فِيهَا مَا بَلَغَ بِهِمُ الآخِرَةَ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، وَأَمَّا الطَّبَقُ الثَّانِي: فَيُحِبُّونَ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ أَطْيَبِ سُؤْلِهِ، وَصرْفَهُ فِي أَحْسَنِ وُجُوِهِه، فَيَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَهُمْ، وَيَبَرُّونَ بِهِ إِخْوَانَهُمْ،