وكذلك الفصَّاد، ويجب أن يكون عارفاً بالعروق، وأن لا يفصد إلا في وقت يأمر طبيب بذلك، وكذلك البياطرة، ولا يُستعمل إلا عالم بصناعته.

  وعلى المحتسب أن ينهى من لم يكن حاذقاً من الحجامين عن الحجامة، وكان بعض الحجامين يمتحن الحاذق فيأمره بشرط الورقة، فإن شرطها ولم ينفذ المشرط إلى خارج الورقة، حكم بحذقه. ويجب مع ذلك أن يكون بصيرا بإخراج الدم، يخرجه على حسب قوة الرجل وضعفه.

[آداب عامة]

  ويتقدم إليه بأن لا يأخذ من اللحية أحدكم كما يفعله السفلان، لقول النبي ÷ حين جاءه رسل كسرى وعليهم الشوارب وقد حلقوا لحاهم، قال: «فمن أمركم بهذا؟ قالوا: كسرى أمرنا به. فقال ÷ لما رآهم: أعرض عنهم بوجهه وقال: شاهت الوجوه، ما هؤلاء؟! قالوا: رسل كسرى. فقال النبي ÷: ولكنا أمرنا بإعفاء اللحى وقص الشوارب»، وذكر في الخبر أيضا: «أن الملائكة يتباهون بلحى بني آدم»، وينهاهم عن شعور الناس، ويؤمر بدفن الدم والشعر، ويتقدم أن لا يختن إلا بعد أن يكون عالماً بالختان والعلاج.

  وأما الخُنثى المشكل أن تختن فإن كان له مال كُلِّف أن يشتري له مملوكة لختانه حتى تختنه، فإن لم يكن له مال اشتري له من بيت المال وتوهب له.

  ويجب على المحتسب أن يأمر الحمامي أن لا يدع أحداً يدخل الحمام إلا بمئزر، لقول النبي ÷: «ستفتح عليكم أرض فيها بيوت تسمى