الحديث الثامن في فضل الحسين بن علي @ ذكر مصرعه وسائر أخباره وما يتصل بذلك
  وكان الذي بعثه عبيد اللّه بن زياد برأسه فحقر العائذي عائذة قريش، فلما وضع رأسه بين يديه قال يا أمير المؤمنين: أتيتك برأس أحمق الناس وألأمهم، فقال يزيد: ما ولدت أم محقر أحمق وألأم، إن هذا إنما أوتي من قلة فهمه، قال جدي رسول اللّه ÷ وهو خير من جدي، وصدق واللّه ما يرى أحد لرسول اللّه ÷ عدلا ولا ندا، وقال فاطمة بنت رسول اللّه ÷ خير من قلابة بنت الزباء الكلبي وصدق، وقال أبي خير من أبيه فقد علم لأيهما حكم، ثم جعل يقلب بالقضيب وهو يقول:
  صبرنا وكان الصبر منا سجية ... بأسيافنا يفلقن هاما ومعصما
  يفلقن هاما من رجال أعزة ... علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
  فقال علي بن الحسين @: «ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها» فقال يزيد لعنه اللّه: «ما أصابتكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير» فقال: إن كانت بينك وبين هؤلاء النسوة قرابة فمر من يبلغن إلى المدينة، قال: فأمر بهن يزيد فأدخلن دارا لمعاوية، فأقمن ثلاثا وأمر بهن إلى المدينة، فقال الشاعر في ذلك: [الخفيف]
  عين جودي بعبرة وعويل ... واندبي إن بكيت آل الرسول
  واندبي تسعة لصلب علي ... قد أصيبوا وخمسة كعقيل
  وابن عم النبي غودر فيهم ... قد علوه بصارم مصقول
  وقال ابن الرئيس الأسدي:
  فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري ... إلى هانئ في السوق وابن عقيل
  ترى جسدا قد غير الموت لحمه ... ونضج دم قد سال كل مسيل
  فيركب أسماء الهماليج آمنا ... وقد طلبته مذحج بقتيل
  ٨٠٢ - وبه: قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد اللّه بن عمر بن عثمان بن عمر شاهين الواعظ بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمد بن مخلد، قال:
  حدّثنا محمد بن إدريس الرازي، قال: حدّثنا يحيى بن مصعب الكوفي، قال حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد الملك بن عمير، قال: دخلت قصر الكوفة فرأيت رأس الحسين بن علي @ على ترس بين يدي عبيد اللّه بن زياد وعبيد اللّه على السرير، ثم دخلت القصر بعد ذلك بحين، فرأيت رأس عبيد اللّه بن زياد على ترس بين يدي المختار والمختار على السرير، ثم دخلت بعد ذلك بحين فرأيت رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير ومصعب على السرير، ثم دخلت بعد ذلك بحين فرأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبد الملك بن مروان وعبد الملك على السرير.