الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

الحديث العاشر في الصلاة وفضل التهجد وما يتصل بذلك

صفحة 275 - الجزء 1

  ٩٣٥ - وبه: قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن أحمد بن ريذة، قال:

  أخبرنا الطبراني، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، قال:

  حدّثنا الأسود بن شيبان السدوسي قال: حدّثني يزيد بن عبد اللّه بن الشخير عن مطرف، قال: كان يبلغني أن أبا ذر حدث حديثا فكنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت يا أبا ذر: كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاك، فقال اللّه أبوك قد لقيتني فهات، قال: قلت حديثا بلغني أن رسول اللّه ÷ حدّثك أن اللّه ø يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة، قال: فلا أخالي أكذب على رسول اللّه ÷، قال: فقلت من هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم اللّه ø؟ قال: رجل غزا في سبيل اللّه ø صابرا محتبسا وقاتل حتى قتل وأنتم تجدونه عندكم في كتاب اللّه ø، قال: ثم تلا هذه الآية {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ ٤}⁣[الصف: ٤].

  قلت: ومن؟ قال: رجل كان له جار سوء يؤذيه فصبر على أذائه حتى يكفيه اللّه ø إياه بحياة أو موت. قلت: ومن؟ قال: رجل سافر مع قوم فارتحلوا حتى إذا كان من آخر الليل وقع عليهم الكرى أو النعاس فنزلوا وضربوا برءوسهم، ثم قام فتطهر وصلّى رهبة للّه ø ورغبة فيما عنده، قلت: وما الثلاثة الذين يبغضهم اللّه؟ قال: البخيل الفجور، وهو في كتاب اللّه ø: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ}⁣[لقمان: ١٨]، قلت: ومن المختال الفخور؟

  قال: أنتم تجدونه في كتاب اللّه ø، البخيل المختال، قلت: ومن قال: التاجر الحلاف أو البائع الحلاف؟ قال: لا أدري أيهما قال أبو ذر. قلت: يا أبا ذر ما المال؟

  قال: فرق لنا وذود، قلت: يا أبا ذر: ليس هذا أسألك إنما أسألك عن صامت المال؟

  قال: ما أصبح لا أمسى وما أمسى لا أصبح، قلت: ما لك ولإخوانك من قريش؟ قال:

  واللّه لا أستفتيهم عن دين ولا أسألهم دنيا حتى ألقى اللّه ورسوله، قاله ثلاث مرات.

  ٩٣٦ - وبه: قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، قال: أخبرنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان، قال:

  حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، قال: حدّثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدّثنا محمد بن بشر، قال: حدّثنا محمد بن عامر، قال: حدّثنا أبو قرصافة حيدرة، وكانت لأبي قرصافة صحبة، وكان النبي ÷ قد كساه برنسا وكان الناس يأتونه فيدعو لهم ويبارك فيهم، فتعرف البركة فيهم، وكان لأبي قرصافة ابن في بلاد الروم غازيا فكان أبو قرصافة إذا أصبح في السجن بعسقلان نادى بأعلى صوته يا قرصافة الصلاة، قال: فيقول قرصافة من بلاد الروم لبيك يا أبتاه، فيقول أصحابه: ويحك لمن تنادي؟ فيقول: لأبي ورب الكعبة يوقظني للصلاة، قال أبو قرصافة: سمعت رسول اللّه ÷: يقول: من آوى إلى فراشه ثم قرأ سورة تبارك ثم قال: اللهم رب الحل والحرام، ورب البلد الحرام ورب الركن والمقام، ورب المشعر الحرام، وبحق كل آية أنزلتها في