[الحديث الثالث عشر] في ذكر ليلة القدر وفضلها وما يتصل بذلك
  لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة: أشهد لسمعت رسول اللّه ÷ يقول: وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وعاهدت فوفيت، ووعدت فأنجزت إلا كنت أنا والنبيون فراط القاصفين(١) الخبر على لفظ الطبراني.
  ١٤٥١ - وبه: قال: أنشدنا أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابي لنفسه: [الطويل]
  ولي حاسد قد رام شادي بجهده ... وقصر تقصير الحوار على البزل
  ولا فخر لي أن أسبق الرجل الذي ... تأخر عن أدنى المنازل من فضلي
  ولا عار أني لو سبقت إلى المدى ... إذا كنت مسبوقا بمن شكله شكلي
  ألا ليت أقراني كثيرا ولم أكن ... غريبا مضاع الحق منقطع الحبل
  كفى حزنا أن الحجا في زماننا ... بلى أسوة يأوي إليها ولا أهل
  وإن أخاه يستضام محلئا ... عن الورد إلا من ثوى في حمى جهل
  لقد هزني طيب المقام وظلّه ... وحنت قلوصي للترحل والحل
  إذا كان حفظ العيش للقدر حافظا ... فلا متعت نفسي ببرد ولا ظل
  سأعتاض من بطن الحصان لمركبي ... بظهر حصان حامل في السرى رحلي
  وإني لأستجفي الحشايا وثيرة ... إذا كان لي فيها صجيع من الذل
  واستوطئ الرحل العلي في ناجيا ... إذا العز أضحى لي رديفا على الرحل
  أفي كل يوم عاجز يستحك بي ... ليشفيه من عز جلدته جلدي
  له مثل ما لي من دراريع كاتب ... عليه ولكن ما لها لابس مثلي
  إذا أجمعتنا في المحافل بزة ... رأيت شبيهي حذوك النعل بالنعل
  فإن جمعتنا في الصناعة محنة ... تضاءل دوني حين أكتب أم أملي
  جرينا إلى غاياتنا من بلاغة ... هوى قدره فيها عن الكلم الفحل
  فما ظفرت كفاه من فرط عيه ... ولا امتلأت كفاي بالمنطق الفضل
  ولكنه أثرى على حسب نقصه ... وأملقت حسب الفضل والأدب الجزل
  لئن عدلت عن المال ثروة ... إلى كل وغد ساقط الفرع والأصل
  فما هي كالبغي التي صبت ... إلى العبد وازدرت نشوزا عن البعل
  تصد عن الأكفاء من كل ماجد ... كريم وتهوى كل مستأخر نذل
(١) القاصفون: هم الذين يزدحمون حتى يقصف بعضهم بعضا والدفع الشديد لفرط الزحام، يريد أنهم يتقدمون الأمم إلى الجنة على أثرهم بدارا متدافعين ومتزاحمين. اه نهاية.