[الحديث الخامس عشر] في ذكر الحج وفضله وما يتصل بذلك
  نعيم الفضل بن دكين، قال: حدّثنا مرزوق أبو بكر بن طلحة كذا في كتابي، قال: حدّثنا أبو الزبير عن جابر، قال: قال رسول اللّه ÷: «ما من أيام أفضل عند اللّه من أيام عشر ذي الحجة، قالوا: يا نبي اللّه: ولا مثلها في سبيل اللّه ø؟
  قال: لا إلا من عفر وجهه في التراب، وإن كان يوم عرفة ينزل اللّه تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا أشهدكم أني قد غفرت لهم، فتقول الملائكة أي رب فيهم فلان وفلانة مراهق، فيقول اللّه ø:
  قد غفرت لهم، قال رسول اللّه ÷: فما من يوم أكثر عتيق من النار من يوم عرفة»(١).
  ١٦٥٩ - وبه: قال: أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز علي بن أحمد الأزجي بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجرايا، قال:
  حدّثنا الخضر بن داود بن البزار المكي، قال: حدّثنا عمر بن حفص البصري، قال:
  حدّثنا عبد اللّه بن محمد الواسطي عن إبراهيم بن مقسم، عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عن أبيه علي بن الحسين، عن جده الحسين بن علي $ قال:
  وقف رسول اللّه ÷ بعرفة والناس مقبلون، فقال: مرحبا مرحبا بوفد اللّه، الذين إذا سألوا أعطوا، ويستجاب دعاؤهم ويضعف للرجل نفقته بكل درهم ألف ألف درهم، ثم قال: إذا كان هذه العشية هبط اللّه إلى سماء الدنيا، ثم يقول سبحانه هو أعظم من أن يزول من مكانه، إقباله على الشيء هو هبوطه إليه، ثم يقول ملائكتي اهبطوا، قال: فتهبط الملائكة ولو سقطت إبرة من السماء لم تسقط إلا على رأس ملك، ثم يقول: أقبلوا(٢) عبادي مغفورا لكم ثلاثا، قال: فيوقف في الثالثة رفعه الإمام.
  ١٦٦٠ - وبه: قال: حدّثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن محمد الفقيه الحافظ إملاء، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن وأبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر، وأبو أحمد عبد اللّه بن عبد الوهاب الضبي وغيرهم، قالوا: أخبرنا أحمد بن القاسم بن صدقة، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد البلوي، قال: حدّثني إبراهيم بن عبيد اللّه بن العلاء عن أبيه عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه عن جده علي بن أبي طالب $ قال: لما كان عشية عرفة ورسول اللّه ÷ واقف وأقبل على الناس بوجهه فقال: مرحبا بوفد اللّه ثلاث مرات، الذين إذا سألوا أعطوا، ويخلف لهم نفقاتهم في الدنيا ويجعل لهم في الآخرة مكان كل درهم ألفا، ألا أبشركم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه قال: فإنه إذا كان
(١) حديث غريب جدا والجزء الأول منه يشهد له حديث البخاري المشهور عن ابن عباس وقد سبق تخريجه في الجزء الأول.
(٢) في نسخة انقلبوا.