الحديث الثاني في العلم وفضله وما يتصل بذلك
  حدّثنا محمد بن إسحاق ببغداد. قال: حدّثنا ابن مبارك، عن سفيان الثوري عن أبي الزناد عن أبي حاتم عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه ÷: «خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها رحماؤها، ألا وإن اللّه يغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحدا، ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب كما يسري الكوكب الدري».
  ٢٥١ - وبه: قال: أخبرنا أبو القاسم عبد اللّه بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين بقراءتي عليه. قال: حدّثنا محمد بن القاسم الشظوي. قال: حدّثنا عيسى بن عبد اللّه بن سليمان. قال: حدّثنا رواد بن الجراح، عن سعيد بن بشير عن قتادة قال:
  من لم يعرف الاختلاف لم يشم أنفه الفقه.
  ٢٥٢ - وبه: قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نضرويه الخطيبي السمرقندي قراءة عليه ببغداد. قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن ميشم. قال: حدّثنا محمد بن يوسف الفربري. قال: حدّثنا علي بن خشرم. قال: أخبرنا إسماعيل يعني ابن علية، عن ابن عون عن ابن سيرين عن الأحنف بن قيس، قال: قال عمر: تفقهوا قبل أن تسودوا.
  ٢٥٣ - وبه: قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ ابن العلاف بقراءتي عليه. قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي قراءة عليه. قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل. قال: حدّثني أبي. قال: حدّثني وكيع. قال: حدّثنا عمرو بن منبه السعدي، عن أوفى بن دلهم العدوي. قال: بلغني عن علي # أنه قال: تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله فإنه سيأتي من بعدكم زمان ينكر فيه الحق تسعة أعشارهم لا ينجو فيه إلا كل نومه(١)، أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم، ليسوا بالعجل المذاييع(٢) بذرا.
  ٢٥٤ - وبه: إلى السيد الإمام ¥ إملاء في الخامس عشر من شوال سنة تسع وسبعين. قال: أخبرنا أبو بكر بن ريذة. قال: أخبرنا الطبراني. قال: حدّثنا عبد اللّه بن وهب. قال: حدّثنا محمد بن السري العسقلاني. قال: حدّثنا يوسف بن عطية. قال: حدّثنا مرزوق بن أبو عبد اللّه الحمصي، عن مكحول عن أبي أمامة، قال:
  قال رسول اللّه ÷: «أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه اللّه يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقا».
(١) النومة بوزن همزة الحامل الذكر الذي لا يؤبه له، وقيل الغامض في الناس الذي لا يعرف ولا يعرف الشر وأهله وقيل هو كثير النوم وأما الحامل فبالتسكين، ا هـ نهاية.
(٢) كما النهاية لابن الأثير في حديث علي # في وصف الأولياء ليسوا بالمذاييع البذر، وهو جمع مذياع، من أذاع الشيء إذا أفشاه، وقيل أراد الذين يشيعون الفواحش وهو بناء مبالغة ا هـ نهاية.