الأمالي الكبرى (الخميسية)،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[الحديث السادس والثلاثون] في ذكر آخر الزمان وأشراط الساعة وأماراتها وما يتصل بذلك

صفحة 373 - الجزء 2

  بعبد اللّه بن مسعود بين ظهراني أهل الكوفة، فسألت عنه، فأرشدت إليه، فإذا هو في مسجد الأعظم، فأتيته فقلت يا أبا عبد الرحمن: إني جئت أضرب إليك أقتبس منك علما لعل اللّه ينفعنا به بعدك، قال لي: ممن الرجل؟ فقلت: من أهل البصرة، فقال: ممن؟

  فقلت: من هذا الحي من بني سعد، فقال لي يا سعدي: لأحدّثن فيكم بحديث سمعته من رسول اللّه ÷، وأتاه رجل فقال يا رسول اللّه: ألا أدلك على قوم كثيرة أموالهم؟ كثيرة شوكتهم؟ تصيب منهم مالا دثرا - أو قال كثيرا؟ - فقال: من هم؟ فقال: هم هذا الحي من بني سعد، فقال رسول اللّه ÷:

  «مه، فإن بني سعد عند اللّه ذو حظ عظيم» سل يا سعدي، فقلت أبا عبد الرحمن: هل للساعة من علم تعرف به الساعة؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا، فقال: يا سعدي سألتني عن ما سألت عنه رسول اللّه ÷، قلت يا رسول اللّه: هل للساعة من علم تعرف به الساعة؟ فقال لي يا بن مسعود: «إن للساعة أعلاما، وإن للساعة أشراطا، ألا وإن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد غيظا، وأن يكون المطر قيظا، وأن يفيض الأشرار فيضا، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يصدق الكاذب ويكذب الصادق، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن الخائن، وأن يخون الأمين، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تواصل الأطباق وتقاطع الأرحام، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها فجارها. يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها تزخرف المحاريب وأن تحرف القلوب، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النعل، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تعلو المنابر وتكتف المساجد. يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يعمر خراب الدنيا وتخرب عمارتها، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف وتشرب الخمور، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها الشرط والهمازون والغمازون واللمازون، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكثر أولاد الزنا؟ قلت أبا عبد الرحمن: وهم مسلمون؟ قال: نعم قلت: والقرآن بين ظهرانيهم؟ قال: نعم، قلت أبا عبد الرحمن: وأنى ذاك يأتي على الناس؟ قال: يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة ثم يجحد طلاقها فيقيم على فرجها، فهما زانيان ما أقاما، قال السيد في الكتاب: فيقيمه والصواب ما ذكرناه».

  ٢٨٠٤ - وبه: قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي البزار، قال:

  حدّثنا إسحاق يعني الحربي، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة: لقد قام فينا رسول اللّه ÷ مقاما ما ترك شيئا