[الحديث السادس والثلاثون] في ذكر آخر الزمان وأشراط الساعة وأماراتها وما يتصل بذلك
  بعبد اللّه بن مسعود بين ظهراني أهل الكوفة، فسألت عنه، فأرشدت إليه، فإذا هو في مسجد الأعظم، فأتيته فقلت يا أبا عبد الرحمن: إني جئت أضرب إليك أقتبس منك علما لعل اللّه ينفعنا به بعدك، قال لي: ممن الرجل؟ فقلت: من أهل البصرة، فقال: ممن؟
  فقلت: من هذا الحي من بني سعد، فقال لي يا سعدي: لأحدّثن فيكم بحديث سمعته من رسول اللّه ÷، وأتاه رجل فقال يا رسول اللّه: ألا أدلك على قوم كثيرة أموالهم؟ كثيرة شوكتهم؟ تصيب منهم مالا دثرا - أو قال كثيرا؟ - فقال: من هم؟ فقال: هم هذا الحي من بني سعد، فقال رسول اللّه ÷:
  «مه، فإن بني سعد عند اللّه ذو حظ عظيم» سل يا سعدي، فقلت أبا عبد الرحمن: هل للساعة من علم تعرف به الساعة؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا، فقال: يا سعدي سألتني عن ما سألت عنه رسول اللّه ÷، قلت يا رسول اللّه: هل للساعة من علم تعرف به الساعة؟ فقال لي يا بن مسعود: «إن للساعة أعلاما، وإن للساعة أشراطا، ألا وإن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد غيظا، وأن يكون المطر قيظا، وأن يفيض الأشرار فيضا، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يصدق الكاذب ويكذب الصادق، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن الخائن، وأن يخون الأمين، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تواصل الأطباق وتقاطع الأرحام، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها فجارها. يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها تزخرف المحاريب وأن تحرف القلوب، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النعل، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تعلو المنابر وتكتف المساجد. يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يعمر خراب الدنيا وتخرب عمارتها، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف وتشرب الخمور، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها الشرط والهمازون والغمازون واللمازون، يا بن مسعود: إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكثر أولاد الزنا؟ قلت أبا عبد الرحمن: وهم مسلمون؟ قال: نعم قلت: والقرآن بين ظهرانيهم؟ قال: نعم، قلت أبا عبد الرحمن: وأنى ذاك يأتي على الناس؟ قال: يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة ثم يجحد طلاقها فيقيم على فرجها، فهما زانيان ما أقاما، قال السيد في الكتاب: فيقيمه والصواب ما ذكرناه».
  ٢٨٠٤ - وبه: قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان بقراءتي عليه، قال: حدّثنا أبو بكر محمد بن عبد اللّه بن إبراهيم الشافعي البزار، قال:
  حدّثنا إسحاق يعني الحربي، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة: لقد قام فينا رسول اللّه ÷ مقاما ما ترك شيئا