شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[وجوب شكر المنعم]

صفحة 53 - الجزء 1

  وروي عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ÷: «إن الرجل يكون من أهل الصلاة والصوم والزكاة والحج، ومايجزى به يوم القيامة إلا بقدر عقله».

  وروى الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن ابن عمر، عن النبي ÷ أنه قال: «لكل شيء معدن، ومعدن التقوى قلوب العارفين».

  فهذه الأخبار كلها تدل على أن الدرجة العظمى والمنزلة الكبرى في الدين والتقوى للعلماء العارفين، الذين يعرفون الحقائق، ويعملون بها ولايبلغ العاقل درجة العقلاء في الدين إلا بمعرفة واجبات القلوب على التحقيق، ومعرفة أحكام الله تعالى في كل فعل وترك، والعلم بما يفعل كيف يفعل وعلى أي وجه يفعل، وما يَتْرُك كيف يترك؟ وعلى أي وجه يترك؟ ومتى يكون العبد معظماً لله تعالى، خائفاً من عقابه وراجياً لثوابه؟

  كما قال #: (وفي ذلك إيجاب الثواب والعقاب، ويعرف مراتب التوبة). ومتى يَعْظُم الندم ويقوى العزم، وهذا لايتم إلا بمعرفة من