شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[أقسام الأخبار]

صفحة 102 - الجزء 1

  (وعاد الإسلام غريباً، والمؤمن وحيداً خائفاً)

  هنالك إذا ظهرت هذه البدع، صار المؤمن وحيداً خائفاً، فلذلك ومن أجله انتشر علم أبي حنيفة، وعلم الشافعي، ومالك، وخفي علم أهل البيت $، فلم ينتشر كما انتشر غيره مع كثرة الفضلاء منهم، وسبب ذلك أن معاوية لماتَغَلَّب صَيَّر عداوة أمير المؤمنين عادة وسيرة، حتى كَتَب إلى أهل ولايته أن اقتلوا من كان على دين علي وكذلك كتب إلى بعض ولاته: أن اضرب عنق حُجْر بن عدي؛ لأنه لم يتبرأ من علي وأنكر سبه. فكانوا يلعنون علياً # على المنابر، ويدعونه أبا تراب، حتى ولِي عمر بن عبد العزيز ¥، فمنع من ذلك وفي ذلك يقول كُثَيِّر عَزَّة:

  وليت فلم تشتم علياً ولم تُخْفِ .... برياً ولم تتبع سجبة مجرم

  وقلت فصدقت الذي قلت بالذي .... فعلت فأضحى راضياً كل مسلم