شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[أقسام الأخبار]

صفحة 101 - الجزء 1

  الَّذِيْنَ كَذَبُوا عَلَى الله وُجُوْهُهُمْ مُسْوَّدَّةٌ}⁣[الزمر: ٦٠].

  وهذا قول الصحابة والتابعين وإنما أخذوا ذلك من النبي ÷.

  وروى الخليل بن مرة عن أبي غالب عن أمامة قال: قال رسول الله ÷: «إضمنوا لي ستاً أضمن لكم الجنة: لاتظلموا عند قسمة مواريثكم، ولاتَغُلُّوا غنائمكم، ولاتجبنوا عند قتال عدوكم، وامنعوا ظالمكم من مظلومكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، ولاتحملوا على الله ذنوبكم».

  وروي عن مكحول، عن أبي هريرة أن رجلا من خثعم قام إلى النبي ÷ فقال: متى يرحم الله عبيده؟ قال: «مالم يعملوا بالمعاصي، ثم يزعمون أنها من الله تعالى، فإذا فعلوا ذلك انتزعت منهم الرحمة انتزاعاً». قال الخثعمي: يا رسول الله أيضل الرجل وهو يقرأ القرآن؟ قال: «إذا قال هذا القول طُبِع على قلبه».

  وروي عن ابن عباس، عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «ماهلكت أمة قط حتى يكون الجبر قولهم».