شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[أقسام الأخبار]

صفحة 104 - الجزء 1

  وخبر الحسين مشهور لايحتاج إلى ذكر، وكان وَرَدَ كتاب عبيد الله بن زياد أن تواطي الخيل على ظهره. فَفُعِل ذلك، وسيق أهله ونساؤه على الأقتاب إلى دمشق.

  وطُلِبَ بعده زيد بن علي @ وهو أحد الأئمة، حتى روي عن الزهري - وهو إمام أصحاب الحديث -، أنه قال: ذلك زيد بن علي، فقتل وصلب وأحرق. وقتل ابنه يحيى.

  ثم قتل في أيام بني العباس النفس الزكية، وهو: محمد بن عبد الله أحد أئمة الزيدية، ثم قتل بعده أخوه إبراهيم بن عبد الله، فكانوا بين مقتول ومطرود، ومُخْفٍ نفسه وكاتم نسبه، فكيف ينشر العلم والحال هذه.

  وروي أن القاسم بن إبراهيم ~ وهو أحد أئمة الزيدية كان متوارياً أربعين سنة، ومازالت هذه حالهم إلى أن ذهبت دولة العباسية بظهور الجيل والديلم.

  هذا هو السبب في خفاء فضلهم وعلمهم، وكان سبب ظهور عِلْم العامَّة،