شرح البالغ المدرك،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

[أقسام الأخبار]

صفحة 105 - الجزء 1

  ولِيَ أبو يوسف القضاء من قِبَلهم، فانتشر علم أبي حنيفة، ثم ولي محمد بن الحسن، والحسن بن زياد، فهذا معنى قوله #: (والمؤمن وحيداً خائفاً) لهذه العلة.

  (فتسديدك اللهم وعونك)

  سأل الله تعالى أن يسدده للقيام بالعدل والتوحيد، وأن يعينه على النهوض بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا الكلام في الأصول معان، منها: أن العبد لايكون معاناً بأن يُمَكَّن من الفعل فقط بالقدرة وغيرها، فإن ذلك لو صح لوجب أن يوصف بأنه تعالى معين للبهائم والمجانين؛ كما يوصف أنه تعالى معين للمكلف، ولوجب أن يوصف بأنه تعالى أعانه على الكفر إذا أقدره عليه؛ كما يوصف بذلك إذا أقدره على الإيمان على بعض الوجوه، فَعُلِم بذلك صحة ما قدمنا في هذا، ولذلك توجب أن تكون معونة لأمر زائد على كونه تمكيناً، وهو أن يقصد تعالى بفعله أن يختار الممكن الطاعة، فمتى فعله على هذا الوجه وُصِفَ التَّمكين بأنه معونة، ولولا ذلك لم يوصف بهذا الوجه، لأنه لم يُرِد بتمكينه وإزاحة عِلَلِه منه الكفرَ والمعاصي.